█◄ 【2009】عام الحزن للرياضة في مصر►█
السـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعضاء منتدى كووورة مصرية إخواني في الله
انتهى عامكم الرياضي و هو عام 2009
عام الحزن الرياضي في مصر ، سنة مملوءة بالانكسارات المصرية ، دعونا
ننظر للمُجمَل و المضمون ، ألم تلاحظوا معي أن هذا العـام هو العام الأول
لمصر و لأنديتها و لمنتخباتها بمختلف مراحلها السنية لم نأخذ بطولة دولية
واحدة هذا العام
لم نأخذ لأول مرة بطولة دوري أبطال أفريقيا من سنين ، لم ننجح في الفوز
ببطولة كأس الإتحاد الأفريقي بعد أن رأى الجميع أن تلك البطولة أسهل من
سابقاتها بكثير ، فحرس الحدود اكتسب خبرة ، وإنبي فريق مغوار و يستطيع ان
يحمل على عاتقه آمال المصريين بتشكيلة قوية مُطرزة بالنجوم ، لم ننجح في
إثبات و فرض أنفسنا على كأس العالم للشباب المُقامة في أرضنا ، لم ننجح في
التأهل لكأس العالم 2010 بعد أن تيسّر الأمر و أصبح بيننا وبين كأس العالم
90:120 دقيقة لا أكثر ولا أقل ، لم ننجح في التأهل لنصف نهائي كأس العالم
للقارات بعد أن كانت الهزيمة 2-0 تُؤهلنا للمربع الذهبي .
فشل بعد فشل بعد فشل ، والمسؤولين في مصر غير مُدركين لما يحدث ، ولم
لا ، وكل واحد فيهم مُنهمِك في مصلحته الخاصة ، مشغول بمين بيشتمه ، مشغول
بمين بينتقده ، مشغول بالفلوس اللي هيتحصل عليها ، للأسف الكل فضل المصلحة
الشخصية على المصلحة العامة ، لم يُرفع اسم مصر عاليًا ، لم يتغنى الجميع
باسم مصر الا بعد فوات الأوان ، لم يرفع الكل علم مصر سوى في شهر اكتوبر و
بعد 10 شهور من الخلافات والفساد ، التفت الجميع لمصر ، ولكن بعد فوات
الأوان ، بعد ان ضاع الحلم ، الكل تغنى بالاغاني الوطنية و حب مصر ، وربما
يكون هذا الحُب المُصطنع ما هـو إلا " مشي مع الموجة " عشان يرضي الشعب و
يبان قدامهم البطل المغوار حامي حمى مصر ، بلغ الفساد ذروته فاستغل احدهم
سخونة الحدث ، فذهب مسرعًا للوكر الذي تجتمع فيه العقارب ، نعم إنه وكر
للعقارب ، ذهب إليه ليتكرم و يتغنى باسم العروبة ، كل هذا من أجل المال
والشهرة ، كل هذا من أجل ازدياد الشعبية فقط ليس إلا .
عام حزين انهمكنا في احداثة المتوالية و الكثيرة ، لم نجد فرصة للبحث في الأخطاء الكبيرة .
محدش لحق يدرس سبب سقوط الأهلي في دوري أبطال أفريقيا ومن ثم كأس
الإتحاد الأفريقي ، مفيش شهر و دخلنا على تصفيات كأس العالم ، فضيحة
زامبيا ثم كارثة الجزائر في مبارتين ربما كان أسهل شيء هو الحصول على 4
نقاط من أصل 6 فيهم ، ولكن ما حدث اننا حصلنا على نقطة وحيدة وضعتنا جنبًا
إلى جنب مع رواندا في زيل الترتيب ، اسبوع على فضيحة الجزائر ذهبنا لكأس
القارات ولم يستطع احد ان يجد وقت للبحث في أزمة الجزائر ، مباراة
البرازيل مباراة ستظل نقطة مضئية هي ومباراة إيطاليا في تاريخ مصر ، الحلو
مكملش كالعادة ، وسقوط تاريخي لن يُنسى أبدًا من أمريكا بثلاثة اهداف
نظيفة ، بعد ان كانت الهزيمة 2-0 تؤهلنا لنصف النهائي ، حتى لو كنا هنحتل
المركز الأخير في المربع الذهبي وهو المركز الرابع لكن يكفينا شرفًا
وفخرًا التواجد ضمن الأربعة الكبار في بطولة الصفوة ، لم يستطع احد البحث
في سقوط أمريكا التاريخي فلم يمض سوا 10 أيام على مباراة رواندا الهامة
جدًا ، كيف لا وهي عُنق الزجاجة لنا في مشوار التصفيات ، 10 أيام مر منهم
3 أيام بحثًا في أزمة عاهرات جنوب أفريقيا ، و 7 آخرين استعدادًا لرواندا .
جاء موعد مباراة رواندا و فزنا فوزًا خادعًا 3-0 يبدو كبيرًا لمن لم
يشاهد المباراة ، ولكنه يبدو كالخسارة المخزية لمن شاهد المباراة بتمعن ،
أي أننا كان كأقل تقدير ان النتيجة 5-0 كانت سترضينا و لو بنسبة قليلة ،
طوال مشوار التصفيات ونحن نضيع الفرص المؤكدة ، 3 فرص ضائعة في مباراة
زامبيا في القاهرة ، حوالي 6 اهداف محققة على رواندا في المبارتين سواء في
كيجالي او القاهرة ، ربما المباراة الوحيدة التي لم نُهدِر فيها أهدافًا
هي مباراة زامبيا في لوساكا ، ولكننا أهدرنا فرصة ثمينة بعد احراز هدف عبد
ربه بالسيطرة واستغلال صدمة الهدف بإحراز هدف آخر على الأقل .
مباراة الجزائر الكل انخدع فيها ، كلنا رحنا في فرحة هدف متعب في الوقت
الضائع ، الكل لم يبحث في الفوز الضعيف على الجزائر 2-0 لأن مباراة الحسم
بعد 96 ساعة لا أكثر ولا أقل ، بالرغـم إننا في مباراة الجزائر أضعنا "
بالميت " 3 أهداف محققة ، مقابل هدف واحد محقق ضاع نتيجة تألق الحضري لا
نتيجة تألق الحظ ، كرة تريكة في العارضة و رأسية السقا و حمص و كرة احمد
حسن قبل نهاية المباراة بعشر دقائق .
طوال 2009 ضيع منتخبنا الأول وحده آمال 80 مليون ، خسرنا مباراة ام
درمان على الميدان في مباراة ربما لم يساندنا الحظ في كرتين او ثلاث او
حتى اربع ، ولكن الكوتش حسن شحاته ظهر في أضعف حالاته الفنية طوال العام
إلى جانب مباراة أمريكا ، كيف لا وهو أخرج محمد زيدان وحسني عبد ربه خارج
الخطوط ، بذلك هو أحرق كارتين طوال المباراة ، فلم يتبقى له سوى كارت واحد
كسبان استهلك هذا الكارت في احمد عيد عبد الملك ، لا غبار على هذا التبديل
، ولكن اين بركات من هذه المباراة ، ولكن لم تُسعف التبديلات الثلاثة حسن
شحاته من أجل حسن إدارة المباراة .
إخـواني الكـرام
كل هذا الكلام لم يكن إلا مقدمة بسيطة ، توضيح أكثر و تحليل أكثر في الآتي
ترنحت الأندية ، فسقطت المنتخبات
نعم ، إنه أبسط شيء يُمكن قوله على ما حدث طوالي عام 2009 ، عام
حزين للأندية المصرية ، في الربع الأول من العام ، سقط العملاق الأحمر بطل
مصر و أفريقيا ، خرج البطل على يد فريق مغمور وقتها ، هو كانو بيلارز ،
الجميع ظن أن هذا الفريق لا يزيد عن هايلاندرز مثلا أو تلك الأندية التي
يمر منها الأهلي بسهولة ويُسر مرورًا لدور الثمانية ، ووقتها يتغير
الكـلام فلكل مقام مقال .
ولكن الأهلي خرج من البطولة ، ووقتها انتهت الآمال المصرية في تلك
البطولة ، فكان الأهلي هو ممثل مصر الوحيد في تلك البطولة بعد قرار ساذج -
آه والله ساذج - من إدارة الإسماعيلي بعدم خوض غِمار البطولة ، تلك
البطولة كانت ستكون أسهل فرصة لنادي الإسماعيلي للحصول على لقب دوري أبطال
أفريقيا ، في ظل وجود منافسين ليسوا هُم كِبار أفريقيا ، فالثمانية
المتأهلين لدور الثمانية البطولة السابقة قد لا نجد منهم سوى فريقين
البطولة المقبلة في دور الثمانية ، لأن البطولة المقبلة كل كبار أفريقيا
سيدخلون البطولة بآمال كبيرة ، الإسماعيلي كان في يده أن يخوض غمار
البطولة وأن يواصل ويواصل حتى يعود لمصر و لبلده الإسماعيلية ببطولة دوري
أبطال أفريقيا لتعود البطولة للإسماعيلية وسط إحتفالات السمسمية ، ولكن
هيهات ، فقد ضلت إدارة الإسماعيلي طريقها بهذا القرار السخيف السيء ،
فاليد الواحدة لا تصفق أبدًا .
انتقل الأهلي لبطولة كأس الإتحاد الأفريقي فقال الجميع ( بس )
البطولة ده مصرية ، 3 ممثلين لمصر في تلك البطولة هم من صفوة الدوري
المصري من الموسم ما قبل الماضي ، الأهلي و الحرس وإنبي ، بمن نحلم
لتمثيلنا أفضل من تلك الفرق لحمل لقب البطولة المستعصية على أندية مصر .
الأهلي ترك زميليه الحرس وإنبي وحيدين في البطولة بعد خروج مهين و
مُذِل أمام فريق له الشرف أن يوضع اسمه امام اسم النادي الأهلي او حتى اي
نادي من مصر لمجرد اللعب ضده ، هذا النادي هزم الأهلي 3-0 ، من المرات
القليلة طوال تاريخ الأهلي ان يسقط بتلك النتيجة ( 3-0 ) سواء محليًا أو
افريقيا أو حتى عالميًا .
إنبي والحرس أكملوا المشوار ، الكل تبشر خير بالحرس ، ولكن حرس
الحدود خذل الجميع وخسف بأحلامنا بعد أداء سيء طوال دور المجموعات ، اضاع
نقاط سهلة من يده ، كانت نتيجتها هو احتلال المركز الأخير في المجموعة بعد
ضمان توديع البطولة من الجولة الرابعة ، اهدر الفوز على الملعب المالي
وتعادل معه في مصر 2-2 ، وخسر مباراة تلو الأخرى حتى وجد نفسه خارج
البطولة ، بعد ان اكتسب خبرة كبيرة في البطولة السابقة ، لعب في أصعب
الاجواء في الشمال الأفريقي امام الصفاقسي و اهلي بنغازي و الافريقي ، فقد
لعب في اجواء شمال افريقيا الحماسية ، ولعب في اجواء افريقيا الهادئة ، و
لكن هذا لم يشفع له للتأهل حتى ولو ثانيا عن مجموعته ، ليودع البطولة في
المركز الأخير .
إنبي الذي استطاع ان يُكمل المشوار قليلاً ، بعد صعوبة بالغة في
التاهل بالفوز الذي بات مستحيلاً على وفاق سطيف في الجزائر ، ولكن هذا ما
تحقق بالفعل بأقدام لاعبي إنبي الأبطال ، فاز إنبي 3-1 في الجزائر وتأهل ،
و لكنه أهدر التأهل للنهائي في مباراة الذهاب على الملعب المالي ممثل مالي
في مصر ، أضاع أكثر من 4 فرص سهلة ومحققة ، انتهت المباراة بنتيجة مخيبة
للآمال ، وكان السقوط في مالي هو المصير المحتوم للاعبي إنبي ، وهذا ما
حدث بالفعل وودع إنبي البطولة .
لتخرج الأندية المصرية من البطولة فريق تلو الآخر حتى وجدت مصر نفسها بلا ممثل في نهائي البطولة كالعادة .
انتهى العام الحزين الفقير بالنسبة للأندية المصرية في المحافل
الدولية الخارجية ، سقوط غير متوقع ، لم يلتفت له أحد ، ولم يُعير ليه احد
اي انتباه و ذلك لانشغال الجميع في مشوار مصر العسير في تصفيات المونديال
و كأس القارات ، ومعهم منتخب الشباب .
ترتب على هذا السقوط الكبير للممثلي مصر من الأندية ، سقوط كبير
للمنتخبات ، فأقل نتيجة لسقوط الأندية ، هو أن يُتبع هذا السقوط بسقوط آخر
للمنتخبات في مختلف الأعمار السنية ، شباب كانت أو اساسية .
منتخب الشباب !! ، يا فضيحتي !
منتخب الشباب ، علامة استفهام كبيرة جدا ، هو ده مستقبل مصر يا
ولاد ، هو ده اللبنة اللي هيتنبي بيها صرح حلم 2014 ، وقتها هيبان ان كان
الأساس قوي ، طلع بناء قوي قادر انه يحمل احلام 120 مليون مصري في 2014 ،
ولا مش هيقدر منتخب 2014 في حمل احلام عشرات الملايين من المصريين ؟
سنتين من التجهيز ، تحملنا فشل كأس أفريقيا للشباب بحجة التجهيز
لنهائيات كأس العالم ، و حان وقت كأس العالم ، انكشف المستور ، و عرفنا ان
أداء منتخب الشباب في كأس أفريقيا للشباب كان بروفا لأداء نفس المنتخب في
بطولة كأس العالم للشباب بالرغـم مع إن الأخيرة على أرضه .
يالا خيبة الأمـل ، فوز خادع على ترينداد وتوباجو ، وسط هدفين
محققين لترينداد ، كورتين في العارضة وانفراد ، بجانب الهدف ، مقابل 4
اهداف مصرية لكن الأداء كان هزيل ، كان أداء فردي جدا ، مفيش لمحات جماعية
، مفيش أداء جيد لمنتخب مصر في تلك المباراة .
كانت مقدمة سيئة ، كان هذا هو عنوان الجواب ، والجواب يُقرأ من
عنوانه ، هزيمة من برجواي في آخر ثانية ، ويالا المرارة ، فوز على إيطاليا
فوز صعب بعد ان تعادلت معنا مرتين ، تأهلنا كأول المجموعة ، الكل فرح ،
تفائلنا خير بمواجهة اضعف المتأهلين لدور الستة عشر من وجهة نظرنا ، ولكن
تفاجئنا بأننا أمام أحد أقوى منتخبات العالم في مرحلة الشباب وهو
كوستاريكا ، بالرغـم من إن الأداء كان أحسن من الأداء في دور المجموعات ،
إلا أن السقوط بهدفين نظيفين كان هو مصير منتخب الشباب في تلك المباراة ،
دفاع مهلل ، مرمى خالي من حارسه ، كان هذا هو الواقع في بطولة ، استقبلت
فيها شباك منتخب الشباب 7 أهداف ، أحرز منتخب الشباب 9 اهداف ، هجوم
المنتخب بخير ، ولكن دفاع المنتخب وحارسه فلا تعليق عليهم .
منتخب الكبار ، وخيبة كأس القارات
منتخب مصر للكبار ، مين يقدر ينسى 2008 و 2006 ، بطولتين هيمن
فيهم منتخب مصر على القارة ، قدر يغلب كل كبار القارة قبل صغارها ، بداية
من كوت ديفوار مرورًا بالسنغال و الكاميرون و انجولا ، وما بينهم من ليبيا
و الكونجو ، بطولتين بـ 12 ماتش تعادل في 2 وفوز في 10 ماتشات بسم الله
ماشاء الله على ده منتخب ، أي حد شاف منتخب مصر 2006 و2008 ، يكاد يجزم إن
منتخب مصر أحد أول منتخبات العالم اللي هتضمن التأهل لجنوب أفريقيا .
منتخب مصر اكتسب احترام العالم ، بطولة 2008 كانت بوابة مصر
للمشاركة في كأس القارات 2009 ، بطولة كانت قوية جدا والقرعة لم تُنصف مصر
و أوقعتها مع بطل كوبا أميركا البرازيل ، وبطل العالم إيطاليا ، وبطل
الكونكاكاف أميركا ، الكل قال ان مصر مش هتقدر تحرز هدف واحد حتى في
البطولة ده .
وخاصة بعد السقوط المرير امام الجزائر ، وبل بالغ البعض وطلب من
منتخب مصر الإنسحاب من البطولة مراعاة لمشاعر المصريين لما قد يحدث
لمنتخبهم في البطولة .
ولكن في أول مباراة وأمام البرازيل والجميع هيأ نفسه نفسيًا على
استقبال أكبر عدد ممكن من الأهـداف ، إلا أن مصر أجبرت البرازيل و العالم
كله على احترامها ، احرزت البرازيل هدف في أول 5 دقائق ، لا أُخفي عليكم
أنني شعرت أني أريد إغلاق التلفاز و عدم متابعة المباراة لما قد يحدث في
المباراة ،و لكن استطاعت مصر السيطرة على المباراة بعد الهدف بشكل كامل ،
وبالفعل لم تمض أكثر من 4 دقائق و استطاعت مصر إحـراز هدف جميل بعد هجمة
متقنة بين أحمد فتحي و أبوتريكة وزيدان ، مصر أحرزت هدف في البرازيل ،
انتفضت شوارع مصر فرحة وتهليلاً ، و كُتِمَت شوارع البرازيل من الصدمة ،
منتخب مصر يفعل مالم يفعله منتخبات كثيرة كبيرة على مستوى العالم ، منتخب
مصر احرز التعادل في البرازيل ! .
مضت دقائق الشوط الأول و أحرزت البرازيل هدفين لهم مدلول واحد ،
هو مستوى دفاعنا السيء جدا ، ومدلول آخر وهو أن الحضري في تلك المباراة
كان مرتجفًا من الخوف من البرازيل في الشوط الأول من المباراة فقط ، و لكن
قبل آخر الشوط الأول أطلق حسني عبد ربه قذيفة برأسه من داخل منطقة الجزاء
بقليل ، علت مرمى سيزار بقليل .
لينتهي الشوط الأول و يحين الشوط الثاني ، ذلك الشوط الذي فازت
فيه مصر على البرازيل بنتيجة 2-1 ، أحرزت مصر هدفين في أقل من دقيقة ،
واقعة تاريخية لا أظن أنها حدثت لمنتخب البرازيل على مر تاريخه ولكني لا
أُجزِم بذلك .
انتهت المباراة بفوز درامي للبرازيل على مصر بنتيجة 4-3 ، انقلب
العالم ليلة تلك المباراة ، انهال المديح من كل جانب على منتخب مصر ورجاله
، ولكن بعض الحاقدين أجزم أن تلك المباراة هي مجرد مباراة عابرة فاجأ فيها
منتخب صغير نظيره المنتخب الكبير كما تحدث في المباريات .
ولكن مصر أثبتت في العالم أنها منتخب له احترامه على الساحة
العالمية ، نعم ، لقد قهرت مصر بطل العالم 2006 ، قهرت المنتخب الذي تفوق
على فرنسا و ألمانيا ، ذلك المنتخب الذي أحرز كأس العالم 4 مرات ، مصر أول
منتخب عربي أفريقي يحقق الفوز على إيطاليا في مقابلة رسمية أمام العالم
كله .
قهرت مصر منتخب إيطاليا بهدف شهير و تاريخي و لن يُنسى لمحمد حمص الذي عزف أحلى ألحان للسمسمية على الأراضي الجنوب أفريقية .
مرت مبارتي إيطاليا و البرازيل بنشوة كبيرة جدا لشعب مصر ، التأهل
لنصف النهائي الذي كان دربًا من دروب الخيال أصبح الآن واقعًا حقيقة يمكن
تحقيقه بسهولة ! ، مباراة أمريكا ، سذاجة في التشكيل ، سذاجة في إدارة
المباراة كل ما تريد قوله عن تلك المباراة من ضعف فني و فقر شديد ظهر فيه
منتخب مصر في تلك المباراة ، انهالت الأهداف علينا لتنتهي المباراة 3-0
بعد مبارتين تاريخيتين ، ليمحي منتخب مصر كل ما فعله من أذهان العالم .
منتخب مصر بدلاً من أن يكمل مشواره كفارس البطولة المغوار ، أعطى
هذه الفرصة الثمينة لمنتخب أميركا ، مصر بدلاً من أن تدخل التاريخ ، أفسحت
التاريخ لنظيرتها أميركا لتدخل بدلاً منها ، لو كنا تأهلنا لكأس العالم
كان المركز الثالث قد يكون أقل شيء يمكننا الوصول إليه ، لأني لا أظن
أبدًا أن الهزيمة من جنوب أفريقيا كانت سترضي رجالنا خاصةً لو كنا خرجنا
من نصف النهائي أمام أسبانيا .
انتهت البطولة بحلوها ومرها ، لم يُحاسب أحدًا منتخبنا على
الاستهتار بمشاعر المصريين في مباراة خسفت بأحلام المصريين الأرض ، انتهى
حلم العالمية وعدنا سريعًا لتصفيات كأس العالم ، فقط 10 أيام فصلت كأس
القارات عن مباراة رواندا ، لذلك لم يُحاسب أحد على ما حدث في
آخر مبارياتنا في كأس القارات .
كارثة 2009 الكروية الحقيقية ، ضحينا عشانك بكل أحلامنا ، ليه مشيت ورميت ورا ضهرك آمالنا
كأس العالم 2010 ، حلم مصري بدأ من 2003 ، عندما دخلت مصر في سباق
استضافة بطولة كأس العالم 2010 ، لم يكن أحد يعرف وقتها أننا سنتعب كثيرًا
جدا حتى نتأهل لتلك البطولة ، ولكن ياريته نفع !!! ، لم نتأهل للبطولة و
لم نستضيفها و سنشاهدها كما اعتدنا من 20 سنة من التلفاز ، كم كان الأمر
موجعًا في أيامه الأولى .
الأمر كان صعبًا جدًا على أي مصري ، وكان صعبًا على أي أحد أن
ياقش في اي شيء وقتها ، ولكن انتهت أيام الحزن ، وحان وقت الحساب و حان
وقت مناقشة الأمور الفنية .
منتخب مصر طوال مشوار التصفيات أضاع أكثر من 9 فرص بين القوسين (
أهداف ) ، بالفعل أهداف محققة بدأ من مباراة زامبيا في القاهرة ، مرورًا
بمباراة رواندا في القاهرة ، رواندا في كيجالي ، والجزائر في القاهرة ،
دعونا نترك المباراة الفاصلة على جنب الآن .
مباراة زامبيا الجميع دخل على تلك المباراة و الكل يتراهن أننا
سنفوز بنتيجة 3-0 ، والآخر يقول 4-0 ، و آخر يقول لك " أنا خايف المنتخب
ميبقاش في حالته ونكسب 2-0 بس " ، قمة الإستهتار بخصم قوي وعنيد وهو
زامبيا ، لدرجة أنني رأيت إستفتاء سخيف على قناة مودرن سبورت ، مضمونه :
من تتوقع لإحراز الهدف الأول لمنتخب مصر في مباراة مصر و زامبيا ، ما هذه
كمية الإستهتار في تلك المباراة ؟ .
دخلنا المباراة و مصر كانت تلعب بشكل جيد نوعًا ما ، فرصة لعماد
متعب امام المرمى اخطأ متعب في التعامل معها ووضعها برأسه خارج المرمى
بغرابة ، و تعرضت مصر لهجمة عاصفة لزامبيا نتج عنها انفراد تألق الحضري
وحال دون دمحترم الكرة داخل المرمى .
أحرزت مصر هدف التقدم ، الحقيقة هدف رائع ، تعامل عمرو زكي مع تلك
الكرة بشكل رائع جدا ، هبط المستوى كالمتعاد ، تقدمت مصر بهدف نظيف ،
فعادت ريمة لعادتها القديمة ، و قامت مصر بتهدئة اللعب و لم تحاول زيادة
غلة الأهداف استغلالاً لكوننا في أول التصفيات و كل هدف له قيمته و له
اعتباره ، و الهدف في بداية التصفيات يكون أسهل بكثير جدا من الهدف في آخر
التصفيات .
مر الوقت و جاءت هجمة لزامبيا تمكن خلالها لاعبوا زامبيا من
استغلال " غشومية " شوقي ودفاع مصر بشكل عام لتُحرز زامبيا هدف التعادل ،
نزل أبوتريكة فور دمحترم الهدف ، و استطاع تريكة أن يؤدي بشكل إيجابي جـدًا
، و بل صنع كرتين أحدهم كرة انفراد تريكة وجهًا لوجه مع المرمى دون رقابة
، ليفضل تريكة أن يضعها بشكل جمالي و " يلفها " في المرمى لتجد الكرة في
طريقها للشباك حارس مرمى زامبيا بالمرصاد ، ولو كان الأمر سيكون أسهل
لتريكة وأفضل للجميع لو لعبها تريكة بالمضمون .
عموما انتهت المباراة و حان موعد مباراة الجزائر ، تلك المباراة
التي اعتبرها هي والمباراة الفاصلة و مباراة عنابة 2002 ، أسوأ مباريات
لمنتخب مصر في الألفية الثالثة على الإطـلاق ، من على كل الجوانب ، سواء
الأداء او النتيجة المترتبة على الهزيمة و ما إلى ذلك .
منتخب مصر استطاع ان يسيطر على الشوط الأول من تلك المباراة بشكل
شبه كامل ، صال و جال لاعبي مصر في ملعب البُليدة ، و تمكن تريكة و زيدان
من صنع فرصتين ثمينتين ، ولكن لم يستغلهم احدهم تلك الفرصتين ، انتهى
الشوط الأول ولا اعرف حتى الآن ما الذي حصل بين الشوطين لينزل اللاعبون
بتلك الروح السيئة المنخفضة تمامًا ، نتج عنها 3 أهداف خلال 15 دقيقة
تقريبًا أول أقل ، عندما استفاق اللاعبون من صدمة الأهداف ، احرز تريكة
هدف تقليص الفارق لمصر ، بعد هذا الهدف سيطرت مصر تمامًا على المباراة
كأنما عدنا للشوط الأول ، و لو أن المباراة اُستكملت 10 دقائق أخر لربما
أحرزت مصر هدفًا ثانيًا بسهولة ، تبعت تلك الكرة رأسية من ضربة ركنية لمصر
علت المرمى بقليل .
انتهت تلك المباراة و لم يُحاسب أحد بسبب وجود الحجج الفارغة
الجاهزة ، سواء التسمم او ازعاج اللاعبين ، بالفعل نحن لسنا أذكياء ،
لماذا لم نفعل مثل الجزائريين عندما جائوا مصر رتبوا كل شيء بإتقان ،
واختاروا فندق لن يصله أحد لإزعاجهم ، و بالنسبة لأمر التسمم ، أحب أقول
لمن تناول الكسكسي في ذلك الوقت ، هي يعني " حبكت " تاكلوا الكسكسي في
الزيارة ده ! و لو عايزين تاكلوه لازم تاكلوه قبل الماتش !! .
وبعيدًا عن الحجج الفارغة كان هناك أقل من أسبوع لخوض غِمار بطولة كأس القارات فلم يكن هناك وقت للحساب .
دخلت مصر على مباراة رواندا بآمال كبيرة مشوبة بالقلق ، بعد فوز
الجزائر 2-0 على زامبيا في زامبيا ، استطاعت مصر ان تحقق الفوز على رواندا
3-0 في شوط واحد ، ذلك الشوط استطاعت مصر ان تستغل الفرص التي أُتيحت لها
، ففي الشوط الأول كان في يد لاعبوا مصر إحراز أهداف أسهل بكثير بالذي
أُتيح في الشوط الثاني ، لا انسى كرة وائل جمعة أمام المرمى و المرمى فارغ
تقريبًا ليضعها وائل جمعة خارج المرمى و خارج الملعب تمامًا ، و كرة زيدان
امام المرمى الذي يريد زيدان ان يسدد الكرة باستعجال شديد ليتجه مسرعًا
لخطيبته في ذلك الوقت مي عز الدين ويقبل " الدبلة " و ينظر إليها في منظر
عاطفي كان يريد زيدان تنفيذه بأي شكل ، مما ترتب عليه ضياع زيدان لفرصتين
سهلتين جدًا .
مباراة كانت مؤلمة لأي أحد شاهد تلك المباراة بتمعن ، ثم اتجهنا
للنصف الأصعب من المباريات وهي مبايات النصف الثاني ، الدور الثاني كانت
لدينا مبارتين متتاليتين خارج ملعبنا امام رواندا وزامبيا ثم الختام الصعب
بالقاهرة امام الجزائر ، مررنا من مباراة رواندا بصعوبة كبيرة ، لم تفلح
جهود اللاعبين في احراز هدف في الشوط الأول ، لندخل في شوط توتر الأعصاب
وهو الشوط الثاني .
مصر اضاعت في الشوط الأول والثاني حوالي هدفين محققين بجانب الهدف
الأول ، صراحة كان سيناريو الأهداف الضائعة هذا سيناريو ممل جدًا و " بايخ
" .
مباراة زامبيا في لوساكا الجميع تقريبًا كان يرى أن مصر لن تحقق
الفوز أبدا في تلك المباراة ، ولكن القدر ساعد مصر في تلك المباراة
الوحيدة التي لم تظهر مصر فيها هجوميا بشكل جيد طوال مشوار التصفيات بجانب
مباراة مصر ومالاوي في مالاوي في الدور التمهيدي للتصفيات .
وصلنا لمباراة الجزائر في القاهرة ، مباراة بدأت على أفضل شكل
ممكن ، هدف مبكر ومن أول هجمة وفي أول دقيقة ، كنت كل ما اتكلم مع واحد عن
المباراة يقول لي بدون تردد لازم هدف في أول 10 دقائق ، جاء الهدف مبكرًا
زيادة عن اللزوم ، كالعادة لم نستغل التقدم المبكر جدًا ، لم تستغل مصر
نشوة التقدم وسط ارضها ، وصدمة لاعبي الجزائر ، لم تفلح مصر في التقدم
بهدف ثاني مباغت وسريع ، لم تظهر مصر بشكل جيد طوال العشرين دقيقة الأولى
بجانب الهدف سوى في كرة تريكة التي ارتطمت بالعارضة من ركلة حرة .
في الشوط الثاني توترت الأعصاب وحاولت مصر تكثيف جهدها لإحراز هدف
ثاني ، في وسط الرغبة الشديدة لإحراز هدف ، رأينا الفرص تضيع بغرابة أيضًا
، لن أنسى كرة احمد حسن التي كان في متناوله أن يحرزها في المرمى بسهولة
من لمسة واحدة وهو امام المرمى بلا رقابة ، ولكنه يبدو أن الموقف الصعب لم
يجعله يفكر بشكل صحيح ، فما فعل سوى أنه نزل للكرة ليستلمها بصدره ، حتى
تفلت منه الكرة وتذهب ليد الحارس الجزائري بسهولة .
وكذلك كرة عبد الظاهر السقا من ركنية استطاع حارس الجزائر ان
يُخرج الكرة من على الخط بصعوبة كبيرة ، فرص كثيرة لمصر في تلك المباراة ،
أبرزها كرة بركات بعد الهدف الثاني مباشرةً ، كانت ستريح أعصاب المصريين و
كانت ستنهي الأمر و كان سينتهي الحوار القوي جدا بين مصر والجزائر على
البطاقة المؤهلة للمونديال .
ولكن رفض بركات ان يُنهي أمر التأهل للمونديال من ملعب القاهرة ليضع الكرة بشكل غريب خارج الملعب .
لجأ الطرفان لمباراة فاصلة في السودان ، مباراة لم تكن تحتاج
لمسئولين الاتحاد المصري لكرة القدم ، بل كانت تحتاج المخططين الحربيين في
مصر لنستطيع الفوز في تلك المباراة ، لم يكن يتوقع احد ان يحدث ما حدث في
يوم المباراة ، سواء قبلها أو بعدها ، كان أمرًا مُهينًا ماحدث من ابناء
الدولة التي من المفروض انها الدولة رقم 3 او 4 من حيث أقرب الدول العربية
لمصر .
ولكن الأمر انتهى و لم نتأهل ، لم نتأهل داخل الميدان ، اللاعبين
ليسوا عديمي الخبرة حتى يتأثروا بتلك الأجواء مهما كان الأمر ، فهي مباراة
واحدة تفصلك عن كأس العالم .
لم نتأهل للمونديال كالعادة ، وانتهى الأمر وتأهلت الجزائر ، فمبروك للجزائر وحظ أوفر لمصر في المرات المقبلة .
خلص الكلام ، وخلص عام 2009 ، من أسوأ السنين الكروية لمصر ، خلص العام السيء للرياضة في مصر ، عام 2009 .
آخر أعوام العقد الأول من الألفية الجديد الثالثة ، و بدأ عام
جديد ، و عقد جديد ، هو عام 2010 ، ورانا شغل كتير السنة الجاية ، عندنا
آمال كتير و أحلام كبيرة ، بإذن الله نقدر نحقق أكبر جزء ممكن منها .
ورانا أول حدث في عام 2010 ، و هو أهمهم تقريبًا ، كأس أفريقيا
2010 بأنجولا ، لازم كلنا نبقى ورا منتخبنا ، ننسى بقى اي شيء ، ننسى
الأهلي والزمالك الفترة الجاية كلها ، نركز ورا منتخبنا ، ورانا دوري
أبطال أفريقيا ، لازم كلنا نبقى ورا الأهلي والإسماعيلي ، ورانا كأس
الإتحاد الأفريقي ، لازم نبقى ورا بتروجيت وحرس الحدود .
ورانا تصفيات الأولمبياد لندن 2012 ، لازم كلنا نساند منتخبنا
الأولمبي ، ورانا كأس أفريقيا لليد 2010 في مصر ، لازم ناخد البطولة
ونتأهل لنهائيات كأس العالم .
عام 2010 مليان أحداث كبيرة لمصر بإذن الله نحقق أكبر جزء ممكن من أحلامنا و آمالنا .
لازم كلنا نقف ورا رجالتنا رجالة منتخبنا و رجالة أنديتنا اللي هتمثلنا في بطولات أفريقيا .
يارب وفقنا وحقق احلامنا وعوضنا عن كاس العالم 2010 .
بطبعي مش بحب احط أسئلة نقاش لأن انا بحب الكلام يبقى من القلب .
و لكن هحط أسئلة نقاش عشان الموضوع طويل شوية .
و أسف لعدم وجود صور لأن انا كاتب الكلام ده من قلبي ، ولازم الكلام اللي يخرج من القلب يخش قلب اللي بيقراه .
النقاش
1- ما رأيك في عام 2009 بالنسبة لكرة القدم والرياضة في مصر .
2- ما رأيك في مشاركات مصر الدولية في عام 2009 ( كأس القارات - تصفيات كأس العالم )
3- ما رأيك في مشاركات أنديتنا في بطولات أفريقيا لعام 2009 ؟
4- ما توقعاتك لعام 2010 و اللي ممكن نعمله فيه من إنجازات بإذن الله تعالى ؟ .
السلام أحلى كلام ، وأتمنى أفرح معاكم بعد الفوز بكأس أفريقيا 2010 بإذن الله
اخوكم الصغير / محمد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته