العلماء على ضفتي المحيط الأطلسي يتحدثون عن دور زيت السمك في حماية الدماغ، فمن لويزيانا في الولايات المتحدة ستنشر في عدد أكتوبر (تشرين الأول) القادم من مجلة الأبحاث الإكلينيكية، دراسة تكشف عن حقيقة دور الأحماض الشحمية المجودة في زيت السمك في حماية خلايا وأنسجة الدماغ من تدهور القدرات الذهنية التي تصاحب العديد من الأمراض، وأهمها مرض الزهايمر. ومن دبلن في إيرلندا، تحدث العلماء أيضاً في مؤتمر الرابطة البريطانية لتطور العلوم الذي عقد أول هذا الشهر عن دور زيت السمك في الحفاظ على الذاكرة لدى كبار السن إضافة الى فائدته للقلب.
حماية الدماغ
* وفي دراسة للباحثين من جامعة ولاية لويزيانا الأميركية، تبين أن حمض دوكوساهكسانويك، وهو من ضمن مجموعة أحماض «أوميغا ـ 3»، المتوفرة في شحوم أسماك المناطق الباردة في البحار ***ك الماكريل والساردين والسلمون، يعمل على تقليل نسبة تكون البروتينات وتراكمها في الدماغ التي تسبب مرض الزهايمر. كما أنهم تعرفوا على دور احدى المواد التي تدعى «دي اتش ايه»، في صنع لبنات مهمة في بناء خلايا الدماغ تدعى «نيوروبروتكتين دي ـ 1»، أو المادة الحامية لخلايا الدماغ العصبية من نوع «دي ـ 1»، وهي مادة طبيعية تعمل على محافظة خلايا الدماغ على بنيتها السليمة واستمرارها في ذلك، التي توصف باللبنة الذهبية، على حد قول الدكتور نيكولس بازان، مدير مركز علوم الأعصاب في نيو أورلينز التابع لجامعة ولاية لويزيانا، الذي أضاف ان ما يخبرنا به هذا البحث، هو أهمية الوجبات الغذائية في حماية الدماغ. ويعلق الدكتور غريغ كولي، من مركز أبحاث الزهايمر في جامعة كاليفورنيا، أن الدراسة تعطي دليلاً قوياً على الأدوار العديدة لمادة نيوروبروتكتين «دي ـ 1» في حماية الدماغ.
الدكتور بازان كان أثناء مرور إعصار كاترينا في بولندا لإلقاء محاضرات، وهو اليوم في فيلادلفيا. ويضيف أنه نظراً للوضع في نيو أورلينز، فإن إكمال الدراسات سيتم على أقل تقدير في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أو ديسمبر (كانون الأول)، وذلك لمتابعة النتائج التي ستنشر أول الشهر القادم في المجلة المذكورة، وإن كان نجح في الاتصال فقط بنصف العاملين في مركز جامعة لويزيانا لعلوم الأعصاب.
والحقيقة أن هناك دراسات سابقة تحدثت عن دور مادة «دي اتش ايه»، المتوفرة في الأحماض الشحمية بزيت السمك، في تقليل خطورة الإصابة بمرض الزهايمر لكنها فشلت في جلاء كيفية عملها. ودراسات الدكتور بازان تنوعت حول هذا الأمر واستخدمت تقنيات متطورة في وسائل التحليل الطيفي لمتابعة ورصد التغيرات التي تحصل داخل الخلايا نفسها في مراحل مختلفة لحياة الخلايا العصبية في الدماغ. وفي دراسات سابقة له وجد أن مادة نيوروبروتكتين «دي ـ 1»، تتركز في خلايا شبكية العين، الأمر الذي دفعه الى محاولة تتبع نسبتها أيضاً في خلايا الدماغ وفائدة ذلك، وهو ما كشفته الدراسة.
الباحثون من كاليفورنيا وجدوا بمتابعة نتائج هذا البحث أن كلا المادتين اللتين تحدثت عنهما هذه الدراسة، له أثر فعال في معالجة خلايا الدماغ وتقليل حدة الالتهابات فيها حينما تترسب فيها وحولها المواد الضارة من نوع بيتا أمايلويد تلك التي يعتقد بقوة اليوم أنها السبب في نشوء مرض الزهايمر، فالدراسة من لويزيانا قامت بفحص نسب هاتين المادتين في أجزاء مختلفة من الدماغ والخاصة بشكل أدق في أداء مهمات حساسة كالذاكرة والتفكير ووجدت نقصاً كبيراً فيها، أي أقل من عشرين مرة عنها في مناطق أخرى من أدمغة نفس الأشخاص. ليس هذا فحسب، بل ان إضافة مادة «دي اتش ايه» الى خلايا الدماغ يقلل من فرصة تكون وإفراز مادة الأمايلويد المسببة للخلل في مرض الزهايمر، وفي نفس الوقت ترفع من نسبة مادة نيوروبروتكتين «دي ـ 1».
هذا الاكتشاف هو ما يؤمل الدكتور بازان أن يكون مفتاحاً لوسيلة علاجية جديدة توقف تطور مرض الزهايمر وتمنع حصول مضاعفاته، لكن الى حين يتحقق ذلك، فإن على الناس أن يهتموا بالغذاء وتوفر العناصر المفيدة فيه في تقليل الإصابة بمرض الزهايمر على حد قوله، بل ـ ويضيف الدكتور كولي قائلا: بما أن مادة «دي اتش ايه» ثبتت فائدتها في الوقاية من أمراض شرايين القلب، فإن على أفراد أسرة مريض الزهايمر أن يحرصوا على تقديم هذه المادة لمن يحبون عبر توفير الغذاء المحتوي عليها في وجباتهم، خاصة أن النصيحة الطبية تحدد ما بين 200 و300 ملليغرام كحد يومي، مقارنة بالمعدل لتناوله اليوم والبالغ فقط حوالي 80 ملليغراما».
أوميغا ـ 3
* الباحثون في علوم الأعصاب من جامعة ترنتي بدبلن في إيرلندا، تحدثوا عن دور مماثل لزيت السمك في الوقاية من تدهور قدرات الذاكرة لدى كبار السن في مؤتمر الرابطة البريطانية المذكور، فلقد أجرى العلماء في جامعة ترنتي، دراسة بينت أن زيت السمك يقلل من حصول عمليات الالتهاب في الدماغ المؤدية لنقص قدرات الذاكرة، وتقول البروفيسورة مارينا ليتش، إن الدراسة عرفت الخصائص التي تمتاز بها مادة «أوميغا ـ 3» المتوفرة في زيت السمك لتقليل الالتهابات المؤدية الى مرض الزهايمر أسوة بفائدتها في تقليل الالتهابات المؤدية الى أمراض شرايين القلب والمفاصل، والذي أدهش الباحثين ـ على حد قولها ـ أن زيت السمك عبر مادة «أوميغا ـ 3» لم تخفف من ضرر المواد التي تظهر بمصاحبة عمليات الالتهاب فحسب، بل منعت ظهور المواد المؤدية بالأصل الى نشوء الالتهابات ذاتها، وهو ما ذكرت عنه أنه يحافظ على قدرات كبار السن العقلية، خاصة الذاكرة برغم تقدم العمر بهم.
«أوميغا ـ 3» هي نوع من الأحماض الشحمية المتوفرة في زيت السمك ضمن ما يعرف بالأحماض الشحمية الأساسية تلك التي لا يستطيع الجسم صنعها ويحتاج الى أخذها من الغذاء مباشرة، خاصة الأسماك كالماكريل والساردين والسلمون إضافة الى وجودها بكميات أقل لكن بشكل مهم أيضاً في بعض المنتجات النباتية كزيت بذور الكتان والخضار الورقية الداكنة الخضرة، والآثار المفيدة للجسم تشمل تعطيل عمليات الالتهابات وتجلط الدم وخفض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم وخفض مقدار ضغط الدم، تلك الأمور التي تخفف من وطأة أمراض السكري وشرايين القلب والدماغ والتهابات المفاصل ونوبات الربو والتهابات الأمعاء، إضافة الى ما تقدم من حماية الدماغ والقدرات العقلية.
«الشرق الاوسط»
حماية الدماغ
* وفي دراسة للباحثين من جامعة ولاية لويزيانا الأميركية، تبين أن حمض دوكوساهكسانويك، وهو من ضمن مجموعة أحماض «أوميغا ـ 3»، المتوفرة في شحوم أسماك المناطق الباردة في البحار ***ك الماكريل والساردين والسلمون، يعمل على تقليل نسبة تكون البروتينات وتراكمها في الدماغ التي تسبب مرض الزهايمر. كما أنهم تعرفوا على دور احدى المواد التي تدعى «دي اتش ايه»، في صنع لبنات مهمة في بناء خلايا الدماغ تدعى «نيوروبروتكتين دي ـ 1»، أو المادة الحامية لخلايا الدماغ العصبية من نوع «دي ـ 1»، وهي مادة طبيعية تعمل على محافظة خلايا الدماغ على بنيتها السليمة واستمرارها في ذلك، التي توصف باللبنة الذهبية، على حد قول الدكتور نيكولس بازان، مدير مركز علوم الأعصاب في نيو أورلينز التابع لجامعة ولاية لويزيانا، الذي أضاف ان ما يخبرنا به هذا البحث، هو أهمية الوجبات الغذائية في حماية الدماغ. ويعلق الدكتور غريغ كولي، من مركز أبحاث الزهايمر في جامعة كاليفورنيا، أن الدراسة تعطي دليلاً قوياً على الأدوار العديدة لمادة نيوروبروتكتين «دي ـ 1» في حماية الدماغ.
الدكتور بازان كان أثناء مرور إعصار كاترينا في بولندا لإلقاء محاضرات، وهو اليوم في فيلادلفيا. ويضيف أنه نظراً للوضع في نيو أورلينز، فإن إكمال الدراسات سيتم على أقل تقدير في شهر نوفمبر (تشرين الثاني)، أو ديسمبر (كانون الأول)، وذلك لمتابعة النتائج التي ستنشر أول الشهر القادم في المجلة المذكورة، وإن كان نجح في الاتصال فقط بنصف العاملين في مركز جامعة لويزيانا لعلوم الأعصاب.
والحقيقة أن هناك دراسات سابقة تحدثت عن دور مادة «دي اتش ايه»، المتوفرة في الأحماض الشحمية بزيت السمك، في تقليل خطورة الإصابة بمرض الزهايمر لكنها فشلت في جلاء كيفية عملها. ودراسات الدكتور بازان تنوعت حول هذا الأمر واستخدمت تقنيات متطورة في وسائل التحليل الطيفي لمتابعة ورصد التغيرات التي تحصل داخل الخلايا نفسها في مراحل مختلفة لحياة الخلايا العصبية في الدماغ. وفي دراسات سابقة له وجد أن مادة نيوروبروتكتين «دي ـ 1»، تتركز في خلايا شبكية العين، الأمر الذي دفعه الى محاولة تتبع نسبتها أيضاً في خلايا الدماغ وفائدة ذلك، وهو ما كشفته الدراسة.
الباحثون من كاليفورنيا وجدوا بمتابعة نتائج هذا البحث أن كلا المادتين اللتين تحدثت عنهما هذه الدراسة، له أثر فعال في معالجة خلايا الدماغ وتقليل حدة الالتهابات فيها حينما تترسب فيها وحولها المواد الضارة من نوع بيتا أمايلويد تلك التي يعتقد بقوة اليوم أنها السبب في نشوء مرض الزهايمر، فالدراسة من لويزيانا قامت بفحص نسب هاتين المادتين في أجزاء مختلفة من الدماغ والخاصة بشكل أدق في أداء مهمات حساسة كالذاكرة والتفكير ووجدت نقصاً كبيراً فيها، أي أقل من عشرين مرة عنها في مناطق أخرى من أدمغة نفس الأشخاص. ليس هذا فحسب، بل ان إضافة مادة «دي اتش ايه» الى خلايا الدماغ يقلل من فرصة تكون وإفراز مادة الأمايلويد المسببة للخلل في مرض الزهايمر، وفي نفس الوقت ترفع من نسبة مادة نيوروبروتكتين «دي ـ 1».
هذا الاكتشاف هو ما يؤمل الدكتور بازان أن يكون مفتاحاً لوسيلة علاجية جديدة توقف تطور مرض الزهايمر وتمنع حصول مضاعفاته، لكن الى حين يتحقق ذلك، فإن على الناس أن يهتموا بالغذاء وتوفر العناصر المفيدة فيه في تقليل الإصابة بمرض الزهايمر على حد قوله، بل ـ ويضيف الدكتور كولي قائلا: بما أن مادة «دي اتش ايه» ثبتت فائدتها في الوقاية من أمراض شرايين القلب، فإن على أفراد أسرة مريض الزهايمر أن يحرصوا على تقديم هذه المادة لمن يحبون عبر توفير الغذاء المحتوي عليها في وجباتهم، خاصة أن النصيحة الطبية تحدد ما بين 200 و300 ملليغرام كحد يومي، مقارنة بالمعدل لتناوله اليوم والبالغ فقط حوالي 80 ملليغراما».
أوميغا ـ 3
* الباحثون في علوم الأعصاب من جامعة ترنتي بدبلن في إيرلندا، تحدثوا عن دور مماثل لزيت السمك في الوقاية من تدهور قدرات الذاكرة لدى كبار السن في مؤتمر الرابطة البريطانية المذكور، فلقد أجرى العلماء في جامعة ترنتي، دراسة بينت أن زيت السمك يقلل من حصول عمليات الالتهاب في الدماغ المؤدية لنقص قدرات الذاكرة، وتقول البروفيسورة مارينا ليتش، إن الدراسة عرفت الخصائص التي تمتاز بها مادة «أوميغا ـ 3» المتوفرة في زيت السمك لتقليل الالتهابات المؤدية الى مرض الزهايمر أسوة بفائدتها في تقليل الالتهابات المؤدية الى أمراض شرايين القلب والمفاصل، والذي أدهش الباحثين ـ على حد قولها ـ أن زيت السمك عبر مادة «أوميغا ـ 3» لم تخفف من ضرر المواد التي تظهر بمصاحبة عمليات الالتهاب فحسب، بل منعت ظهور المواد المؤدية بالأصل الى نشوء الالتهابات ذاتها، وهو ما ذكرت عنه أنه يحافظ على قدرات كبار السن العقلية، خاصة الذاكرة برغم تقدم العمر بهم.
«أوميغا ـ 3» هي نوع من الأحماض الشحمية المتوفرة في زيت السمك ضمن ما يعرف بالأحماض الشحمية الأساسية تلك التي لا يستطيع الجسم صنعها ويحتاج الى أخذها من الغذاء مباشرة، خاصة الأسماك كالماكريل والساردين والسلمون إضافة الى وجودها بكميات أقل لكن بشكل مهم أيضاً في بعض المنتجات النباتية كزيت بذور الكتان والخضار الورقية الداكنة الخضرة، والآثار المفيدة للجسم تشمل تعطيل عمليات الالتهابات وتجلط الدم وخفض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم وخفض مقدار ضغط الدم، تلك الأمور التي تخفف من وطأة أمراض السكري وشرايين القلب والدماغ والتهابات المفاصل ونوبات الربو والتهابات الأمعاء، إضافة الى ما تقدم من حماية الدماغ والقدرات العقلية.
«الشرق الاوسط»